منتديات أوماتكس

بيت /
أوراق بحثية

الثقافة الشعبية الأمتيّة وتشكّل هوية الشباب

 

الوصف

تُعد الثقافة الشعبية الإسلامية العالمية مفتاحًا في تشكيل الهوية. ففي الوقت الذي يجد فيه كثير من الشباب المسلمين أنفسهم عالقين بين هويات وطنية ودينية وعرقية تبدو متعارضة، نرى كيف نجحوا بمهارة في ابتكار طريق ثالث من خلال تنمية ثقافة شعبية عالمية تكون فيها العقيدة هي الأساس المشترك لهويتهم. عبر الفن والرياضة ووسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الرقمية، ألهمت ثقافة الشباب المسلم وعيًا عالميًا يتجاوز حدود الدول والهويات الوطنية. وقد أسهمت المحادثات الأوسع حول تعزيز التضامن وإنشاء مساحات ثالثة للتعبير عن المعتقدات المشتركة والإبداع والتجارب في تشكيل ثقافة شبابية تمنح معنى جديدًا لما يعنيه أن تكون شابًا مسلمًا في العصر الحديث.ازدهرت هذه الثقافة الشعبية الأمتيّة في ظل جيل من الشباب يُشار إليهم بجيل ما بعد أحداث ١١ من سبتمبر. ومع ازدياد ترابط العالم، يبرز السؤال: ما السبل التي يستكشفها الشباب المسلم لتعزيز ثقافة شبابية أمتيّة؟ وكيف تؤثر التحولات الناشئة في الثقافة الشعبية الإسلامية العالمية على تشكيل هويات الشباب المسلمين حول العالم؟

الدكتور كمال الدين محمد ناصر هو أستاذ مشارك في علم الاجتماع في جامعة نانيانغ التكنولوجية (Nanyang Technological University) في سنغافورة. عمل الدكتور كمال الدين أستاذًا زائرًا بجامعة جورجتاون، حيث شغل مقعد ماليزيا للإسلام في جنوب شرق آسيا. للدكتور كمال الدين اهتمامات بحثية واسعة منها علم اجتماع الدين، وعلم الاجتماع الثقافي، وعلم اجتماع الشباب، مع اهتمام خاص بكيفية تفاعل الشباب المسلمين مع الثقافة الشعبية وإعادة تشكيل هوياتهم في سياق القومية. ألّف الدكتور كمال الدين العديد من الكتب المؤثّرة، منها «الشباب المسلم المعولم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ» (Globalized Muslim Youth in the Asia Pacific and) و«تمثيل الإسلام: الهيب هوب في جيل ١١ سبتمبر/أيلول» (Representing Islam: Hip-Hop of the September 11 Generation)، الذي يرصد التقاطعات بين ثقافة الشباب المسلم وسياسات الدولة. وهو يعمل حالياً على كتابه القادم « كرة القدم والإسلام: التفاوض على الهوية في اللعبة العالمية» (Football and Islam: Negotiating in the Global Game).

أدار النقاش والجلسة الحوارية اللاحقة الدكتور أسامة الأعظمي من جامعة فريجي بأمستردام.

التاريخ: السبت، 12 أكتوبر 2024، الساعة 11 صباحًا بتوقيت الساحل الشرقي (ET).

 

الملخص

العرض الرئيسي (الدكتور كمال الدين محمد ناصر)

مقدمة
  • الثقافة الشعبية الإسلامية العالمية تُعد وسيلة رئيسية لتشكيل هوية الشباب.
  • تعمل كآلية تساعد الشباب على التعامل مع الانتماءات الوطنية والعرقية والدينية المتقاطعة، وتوحيدها في إحساس متماسك بالذات.

 

فهم الثقافة الشعبية الإسلامية العالمية
تعريف الثقافة الشعبية
  • من منظور سوسيولوجي، الثقافة الشعبية هي مجموعة من الممارسات والمعتقدات والأشياء التي تجسد المعاني الأكثر انتشارًا داخل نظام اجتماعي.تتجلى في وسائل الإعلام، والترفيه، والموضة، والاتجاهات، والأنماط اللغوية.

 

البُعد العالمي
  •  ينعكس البُعد العالمي في انتشار التقنيات الرقمية وتقنيات التواصل الاجتماعي، وحركات التضامن، والروابط الجيلية.
  •  نشأ مسلمو جيل ١١ سبتمبر وسط أجواء من الرقابة الأمنية المشددة والاضطهاد الإسلاموفوبي.
  •  شكّلت هذه الضغوط هوية جيلية عالمية فريدة، متميزة عن جيل آبائهم، تتسم بالمرونة والنشاط.

 

الثقافة الشعبية الإسلامية
  • تتجلى الثقافة الشعبية الإسلامية في أشكال متعددة (كأساليب اللباس، والهيب هوب، الرياضة، وأخلاقيات الاستهلاك)، وتعبر عن قضايا متنوعة (الدعوة، القضايا الاجتماعية، اضطهاد المسلمين).
  • تشكل الأمة والفكر الأمتي محورًا مركزيًا في كثير من تعبيرات الثقافة الشعبية الإسلامية.

 

إبراز الطابع الإقليمي للإسلام
  • يتطلب فهم عالمية الإسلام الإقرار بالاختلافات الإقليمية والمذهبية، وتحدي علاقات المركز والأطراف، وطرح تساؤلات حول الأصالة. توجد أكبر الدول الإسلامية، التي تمتلك أعداداً مؤثرة من الشباب، خارج منطقة الشرق الأوسط.

 

أخلاقيات الاستهلاك لدى المسلمين
  • تجاوز الشباب المسلم الوعي الأساسي بالحلال: من المنتجات الحلال، إلى السوق الحلال، وصولاً إلى الاقتصاد الإسلامي العالمي.
  • تُعد المقاطعات شكلاً من أشكال الاحتجاج الأخلاقي (لا سيما فيما يتعلق بفلسطين)، مما يسهم في التوفيق بين التدين وثقافة الشباب، ويستجيب للإسلاموفوبيا بعد أحداث ١١ سبتمبر، ويدمج بين الهويات المحلية والعالمية.

 

الهيب هوب الإسلامي
  • لطالما كان الهيب هوب (hip-hop) الواعي اجتماعيًا انعكاسًا وتعبيرًا عن الثقافة الشعبية الجذرية.
  • الأسباب التي جعلت الهيب هوب يلقى صدى لدى الشباب ذوي البشرة السوداء (إرث التمييز العنصري، وسياسات الشرطة التمييزية ونظام العدالة الجنائية، والصورة السلبية في الإعلام) تتوازى بشكل وثيق مع الأسباب التي جعلته يلقى صدى لدى الشباب المسلمين (العنصرية، الأمننة، الإسلاموفوبيا).

 

الموسيقى والإسلام
  • أثناء التفاوض حول الجدل الدائر حول الموسيقى (استخدام الآلات الموسيقية، الأصوات النسائية، اللغة البذيئة، إلخ)، ينخرط الشباب المسلمون في جدال حول حرية التعبير الفني.
  • ويتضمن هذا أيضًا التنقل بين دمج الهيب هوب وأشكال الموسيقى الإسلامية المقبولة على نطاق أوسع، مثل النشيد الإسلامي الخالي من الآلات الموسيقية (الأكابيلا).

 

قول الحق للسلطة
  • تُعتمد ثقافة الهيب هوب كوسيلة للتمكين من خلال استملاك جمالية شائعة وأسلوب تعبيري سائد. وتُعاد صياغة الرموز من قبل المجموعات لخدمة قضايا اجتماعية وسياسية معينة.
  •  يستمد فنانون مسلمون مثل ياسين بيه (موس ديف) إلهامهم من مالكوم إكس (Malcolm X) في التعبير عن نضال إنساني عالمي. وعلاوة على حرية التعبير، يقوم بعض الفنانين بتوظيف الإسلام من خلال الأداء دعماً لفلسطين.

 

تمثيل الإسلام
تمثيل الإسلام
  • تماشيًا مع استخدامه في ثقافة الهيب هوب، «التمثيل» يعني أن تكون في الواجهة أو تدافع عن قضية.
  • يؤدي هذا إلى إثارة تساؤلات حول من يمثل الإسلام، وكيف يتم تمثيل الإسلام، وما إذا كان الفنانون يمكنهم تمثيل الإسلام.

 

إعادة تقديم الإسلام
  • يسعى الشباب المسلم إلى تقديم الإسلام بطرق جديدة، مما يعكس أزمة في السلطة الدينية، وصعود الدين الرقمي، ومحاولة التوفيق بين الاستثمار في الفنون الثقافية والالتزام بالتقوى الشخصية.

 

الـ«مسلم الكول» كثقافة احتجاج
  • يطور الشباب المسلم طرقًا ليكونوا مسلمين تستند إلى الثقافة الشعبية السائدة، وخاصة الثقافة السوداء.
  • ينحت الشباب المسلم هويات اجتماعية ملائمة للاحتجاج: مناهضة للمؤسسة، تؤكد على التقوى العلنية، ومتقبلة لتعددية الأمة.

 

الهوية الجندرية
  • يُوفر الهيب هوب الإسلامي مساحة للنقاش حول قضايا النوع الاجتماعي، بما في ذلك تمكين النساء المحجبات من تمثيل أنفسهن، وإتاحة الفرصة للنساء المسلمات لانتقاد صور المرأة التي يقدمها الفنانون الرجال.

 

نخبة لاعبي كرة القدم المسلمين
  • يساهم اللاعبون المسلمون البارزون، خصوصاً في كرة القدم، في تغيير التصورات عن المسلمين، بما في ذلك الحد من المواقف الإسلاموفوبية.
  •  تتيح منصات التواصل الاجتماعي الواسعة التي يمتلكها هؤلاء اللاعبون فرصاً للتمثيل الذاتي، وإظهار التدين العلني، والانخراط في النشاط الاجتماعي والسياسي خارج وسائل الإعلام التقليدية.

 

استنتاجات ختامية
بناء هوية الشباب
  • يُعدّ فهم بناء الهوية لدى شباب المسلمين اليوم أمراً أساسياً لفهم حاضر الإسلام ومستقبله ومجتمعاته.
  • يتنقل الشباب المسلم ويتفاوض بين عدة هويات متداخلة، بما في ذلك الولاءات (الوطنية، والتجارية، والدينية، والجيلية)، وأصحاب المصلحة (أرباب العمل، والمتابعون، والأمة)، وحراس البوابة (الدولة، والمجتمعات، وغيرها).
  • تجسّد هوية الشباب المسلم «الحداثة الفطرية»: حيث يتفاوضون من جهة مع العادات والتقاليد والارتباطات الإسلامية، ومن جهة أخرى مع تطورات مثل الرأسمالية والتصنيع.

 

التقنيات الرقمية
  • لقد أحدث الإنترنت تحولًا في ممارسة الالتزام الديني بشكل عام.
  • وفيما يتعلق بالإسلام، تجلّى ذلك في حدوث تحول في سلطة المعرفة الدينية، حيث أصبح الشباب المسلمون يبحثون بشكل متزايد عن المعرفة عبر الإنترنت.
  • وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة قد منحتهم قوة وتمكينًا، إلا أن ديمقراطية الوصول إلى المعرفة كثيرًا ما تكون أيضًا مصدرًا للنفور.

 

إعادة التفكير في الثقافة الشعبية
  • تُمكِّن العدسة الأمتية من إجراء تحليلات مقارنة عبر مختلف فئات الشباب المسلم حول العالم، مما يتيح تحديد أوجه التشابه، وتفكيك التحليلات العرقية التبسيطية، وتحدي أنماط التأثير الثقافي الأحادية الاتجاه بين المركز والهامش.

 

تعقيبات المحاور

التحديات التي تواجه الثقافة الشعبية الأمتيّة
  • أكبر المنتجين العالميين للثقافة الشعبية (الولايات المتحدة والهند) لا يضعون الأمة في مركز اهتمامهم.
  •  تظل الأسواق العالمية الكبرى للإنتاج الثقافي في الولايات المتحدة وأوروبا، مع ارتباطها بآليات الهيمنة مثل المجمع العسكري الصناعي.
  •  ومع ذلك، لا يمكن التقليل من أهمية إنتاج وتداول الثقافة الشعبية الأمتيّة، كما يتجلى في الإنتاج الإعلامي الإسلامي رغم الهيمنة الإعلامية، وفي مركزية الهيب هوب في الإنتاج الثقافي للربيع العربي.

 

الأسئلة والأجوبة

تجاوز الإعلام التقليدي
  • أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي تحولًا جذريًا في مشهد الإعلام، إذ ساهمت في تحقيق نوع من التكافؤ في الفرص، مما أتاح تجاوز الأطر الإعلامية التقليدية.
  • ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات قائمة، من أبرزها الدور الذي تؤديه شركات التكنولوجيا الكبرى في الحد من انتشار الخطاب الداعم للقضية الفلسطينية.

 

المعرفة والتنشئة الاجتماعية
  • كانت التنشئة الاجتماعية فيما مضى تتم أساسًا من خلال نقل المعرفة عبر كبار المجتمع، في حين أفسحت الحداثة مجالًا أوسع للتنشئة من خلال الأقران.
  • ونظرًا لمركزية التقاليد في الإسلام، فإن المنظور الأمتي لا يستغني عن أشكال نقل المعرفة والتنشئة الاجتماعية القائمة على المجتمع.
  • وليست الثقافة الشعبية مصدرًا للمعرفة أو الهداية في حد ذاتها، لكنها تُعد وسيلة تواصل مهمة ينبغي التعامل معها بجدية، لدورها المحوري في عمليات التنشئة الاجتماعية وتشكيل الهوية.

 

التسليع المفترس
  • تُظهر صناعات الإعلام النيوليبرالية المعولمة نزعات مرضية في كثير من الأحيان، مثل تسليع الجسد، وتسليع معاناة السود من أجل استهلاك النظرة البيضاء.
  • ورغم هذه المآزق، يمكن استثمار جوهر الحركات الثقافية الشعبية، مثل الهيب هوب، مع تجنب العناصر الضارة كالبذاءة وكراهية النساء.
  • ويمكن تشبيه الهيب هوب بالشعر العربي الجاهلي الذي تعامل معه المسلمون الأوائل بجدية، فدرسوه وانخرطوا فيه لما له من قيمة لغوية وثقافية، على الرغم من كونه حاملاً لقيم ومعايير الجاهلية.

 

استثمار الإمكانيات الأمتيّة
  • يمكن للإنتاجات الثقافية الشعبية أن تعبر عن التضامن الأمتي على مستوى العالم.، بدءًا من صناعات السينما الناشئة في تركيا وباكستان، مرورًا بالإنتاجات السينمائية المدعومة حكوميًا والفعاليات الرياضية، ووصولًا إلى الممثلين الأفراد العاملين ضمن صناعات قائمة مثل بوليوود، بالإضافة إلى الرياضيين الذين يشاركون تعبيراتهم الدينية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
  • ورغم نجاح حملات المقاطعة الاستهلاكية الأمتيّة في دعم القضية الفلسطينية، فإن مقاطعة مراكز الإنتاج الثقافي الكبرى مثل هوليوود تبقى أكثر صعوبة على نطاق جماهيري واسع، ما يستلزم تطوير بدائل ثقافية موازية في الوقت نفسه.

 

اكتشف المزيد

إعادة التفكير في الوحدة الاقتصادية: من الاتحاد الأوروبي إلى الأُمَّة

مهرين خان
يوليو 7, 2025

التحول في سوريا: الشرعية، الحكومة، والتضامن الأمتّي

د. نور غزال أسعد و زيد العلي
مايو 1, 2025

البقع الاستعمارية على تصوّر المسلمين للأمّة

د. عويمر أنجم و فرح الشريف
أبريل 22, 2025

يبحث

يبحث

التنقل

ملتقيات أمّتكس
مجالات الاهتمام
أوراق بحثية
الاصدارات
عن أمّتكس
يبحث