من أهم جوانب الأمتية هو تنظير السياسة والسياسي بما يتسق مع قواعد الإسلام للسياسة وتفيد من الرؤى التجريبية المستمدة من النظرية والعلوم السياسية الحديثة. تهدف سلسلة مقالات النصوص التراثية، انطلاقاً من الشقّ الأول، انتقاء أطروحاتٍ قدّمها علماء المسلمين سلفاً وخلفاً. ونظراً لغزارة التراث الإسلامي، رأينا أن تكون المذاهب الفقهية الأربعة أداة تنظيمية مبدئية لتقسيم هذا التراث. تتناول المقالات الواردة أدناه مقاطع مختارة، ونأمل بإذن الله أن ننمّي هذه القائمة ونُضيف إليها مع الوقت بإضافة مقالاتٍ أخرى بشكلٍ دوري. وقد عملت كوكبةٌ من الكاتبين، الذين اختيروا بناءً على اطلاعهم وخبرتهم في المواضيع التي تتناولها كل ورقة، على ترجمة هذه المقالات والتعليق عليها. تأخذ هذه التعليقات طابعاً تفسيرياً بالدرجة الأولى، بما يحافظ على أصالة النصّ ويُبقي على معانيه الأصلية قدر الإمكان.
وصحيحٌ أن من هذه النصوص ما يتطرّق إلى مسائل خلافية في الفروع، وهو ما يتطلّب أحيانًا تناولها تناولاً نقدياً—وهو ما تركناه إلى مقالات أخرى—إلا أن هذه النصوص المختارة تركز على نقاط أساسية، مثل أهمية ومكانة السياسة والحكم في الإسلام؛ وكيفية توجيه وتقييد هذا الحكم وفق الأحكام الشرعية ومعاييرها وأهدافها؛ وحكم الإمامة الكبرى أو الخلافة كفرض كفاية؛ والدافع الشرعي لتحقيق الوحدة والقوة السياسية وما إلى ذلك. ولذلك، تهدف هذه السلسلة، من بين جملة أهدافها، إلى إبراز إجماع التراث الإسلامي على تأكيد مبدأ «الأمتيّة» ولفت انتباه العلماء إلى هذه المراجع، بالإضافة إلى دعوة لمزيد من التحقيق في تفاصيلها وفرضياتها مع الأخذ بعين الاعتبار الدروس التي يمكن الاستفادة بها في واقعنا المعاصر.
فقهاء ومنظرو الشريعة الشافعية في الإمامة
الشيخ يوسف وهب
تقدم هذه المقالة القصيرة خمسة مقتطفات مترجمة من أعمال شافعية موثوقة في مجالات القانون الوضعي (الفقه) وأصول الفقه. تمثل هذه المقتطفات المنظور الواسع للمدرسة حول الإمامة أو الخلافة،1 والالتزام المجتمعي بالحفاظ على القيادة، والتي تلعب دورًا حيويًا في ضمان الاستقرار السياسي والاجتماعي، والوصول إلى العدالة للجميع، والحفاظ على الأهداف العليا للدين.
أقوال الحنابلة في الإمامة
مسعود واحدي
تقدم هذه المقالة عددًا من المقاطع ذات المركز القانوني والعقائدي من المراجع الحنبلية في العصور المبكرة والمتوسطة والمتأخرة1 فيما يتعلق بالإمامة. توضح هذه المقتطفات أنه منذ نشأة المدرسة الحنبلية، كانت الإمامة أو الخلافة2 تعتبر ضرورة للحفاظ على الوحدة، ودعم النظام الاجتماعي للدولة، وإنفاذ أخلاقيات ومعايير الشريعة، وحماية المصلحة المشتركة للسكان المسلمين بشكل عام، فضلاً عن ضمان تنفيذ الأحكام الدينية العامة.
أقوال المتأخرين من الحنفية في الإمامة
عاصم أيوب
تقدم هذه المقالة أربع ترجمات مُعلقة لمقتطفات عن الحكم الشرعي من أعمال حنفية كلاسيكية “أواخر” (ما بعد القرن السابع الهجري) في علم الكلام وعلم النفس الروحي (التصوف).1 وقد خصصنا مقالاً سابقًا للسلطات الأقدم في المدرسة. وتمثل هذه المقتطفات مجتمعة موقف الحنفية القائل بأن الإمامة أو الخلافة هي التزام جماعي بالغ الأهمية. وهي تعبر عن المنطق وراء ذلك – بما في ذلك تقييم وجهات النظر غير التقليدية المعارضة – فضلاً عن توضيح أدوار الإمامة وفوائدها وأهميتها.
مراجع المالكية في الامامة
د. شادي المصري
الإمامة أو الخلافة شرط لتحقيق كثير من الأوامر الصريحة والمباشرة الواردة في القرآن والسنة. وفيما يلي مقتطفات تمثل المذهب المالكي في ماهية الإمامة ووجوبها وحكمها وشروط الإمام ووجوب طاعته والظروف التي توجب معصيته. ومؤلفو هذه المقتطفات، المدرجة زمنياً، هم من أكثر المصادر المعتمدة في المذهب: ابن يونس، وابن رشد الجد، وخليل، وابن ناجي، والنفراوي.